اسمي فينسنت بلانال واللقب منصور الفرنسي.
أنا باحث مستقل في انثروبولوجيا (علم الإنسان) منذ عشرين سنة فسُمحت ان أجتاز مغامرات فكرية مـثيـرة - وإن لم تكن مربحة دائما من ناحية مادية. أنا الآن في المملكة السعودية مع هدف تطوير نشاطي كمستشار في مجال البشر والإنسانيات.
و قد حققت في مساري أربعة إنجازات كبيرة يمكن اعتبارها مجالات تخصصي :
انا أشتغل في ثلاث لغات وهي الفرنسية والإنجليزية والعربية. أما إعداد هذه الصفحات فقط بالعربية والهدف تأقلم مؤهلاتي للصياق السعودي مع محاوري الكرام في المجتمع المحلي. ومن المنطقي في البداية أن تخوض هذه الصفحات تجاربي السابقة - وإن كانت فاشلة مثل شهادتي الخاصة على ما جرى في اليمن - لكي ننطلق بعين جديدة إلى مشاريع أخرى.
لمتابعة هذه التطورات يرجى العودة إلى صفحة الإستقبال.
قراءة سعيدة وأشكركم مقدمًا على ملاحظاتكم.
اعتنقت الإسلام في ٢٠٠٧ بعد ٤ سنوات من البحوث الميدانية في اليمن. كنت في بداية السنة الثالثة من دكتوراتي في الانثروبولوجيا وثابرت في هذا المشروع الأكاديمي حتى عام ٢٠١٣. لذلك لست فقيها في المعنى الحقيقي فلم أتابع البرنامج الدراسي التقليدي في العلوم الإسلامية لكن معي خبرة واسعة في مجال تناول العلوم الإجتماعية كمسلم والأخلاق الإسلامية الفكرية في تحليل الواقع الإجتماعي.
كنت مدفوع من خلال جهودي للتعبير عن الواقع الإسلامي في لغة العلوم الإجتماعية إلى استكشاف ثورة فكرية حدثت في منتصف القرن الماضي وهي تأسيس الفكر السيبرااني (الذي أتاح في ما بعد تطوير الكمبيوترات). وفي مجال علم الإجتماع ضمن الشخصيات الذين شاركوا في هذه الثورة يذكر اسم جريجوري بيتسون (١٩٠٤-١٩٨٠) الباحث البريطاني المشهور في الأنثربولوجيا وعلم النفس وعلم الحياة.
وفي الجزيرة العربية قد سمعوا عن بيتسون مبشرين “التنمية الشخصية” التي طوروها تلاميذ بيتسون في السبعينات (“البرمجة اللغوية العصبية”) ثم ترجمها بالعربية كاتب ورجل الأعمال الكندي المصري ابراهيم الفقي. لكن فكر بيتسون أوسع بكثير تحت عنوان ما سماه “إيكولوجيا الذهن” لمكافحة ثنائية العقل والجسد.
حدثت الثورة اليمنية وأنا اتكافح للدفاع عن افكاري في الجامعة فسمح لي أن أتابع رد فعل المؤسسات الدولية لهذا المنعطف التاريخي و بعض الأخطاء الفكرية التي ارتكبوها الباحثين و اليمنيين انفسهم في هذا الفترة. وتأكدت في ما بعد أن هذه الأخطاء ليست خاصة باليمنيين او العلوم الإجتماعية بل هي منتشرة. فتشكل هيمنتها سمة مميزة لخلل الحقبة ما بعد الاستعمار التي نعاني منها الآن مع أزمات متعددة المظاهر.
تعلمت هذه الدروس كلها من أسرة يمنية فقيرة فلم تعطيني فرصة الترسخ طويلا في أرض الإسلام بل شجعوني إلى الإنجاز في مجالي الأكاديمي ثم في أي مجال أخر. والصحيح أنني فشلت من ناحية اقتصادية لكن عبر هذا الإبتلاء أنجزت إنجاز نادر وهو فهم أوروبا يجمع بين منظور الذي تربى فيها ومنظور المغترب إليها. وهذا يسمح لي أن أتفادي كثير من المناقشات العقيمة في ما يتعلق بكراهية الإسلام المزعومة وأن أقدم نهج بديل قد يجدد المناقشة في العمق.